رأس السنة الإيزيدية وخصوصية شهر نيسان



مقالات | 950
منذ 8 أشهر

شهاب ال سمير

 

تعتبر الديانة الإيزيدية إحدى الديانات القديمة في بلاد وادي الرافدين، وهي ديانة غنوصية مغلقة لا تقبل الانتماء إليها، وتحتفل معتنقيها برأس السنة الجديدة في بداية شهر نيسان حسب التقويم الشرقي (يتأخر عن التقويم الميلادي بـ 13 يومًا).

 

ولهذا الشهر قدسيته الخاصة عند الأقوام القديمة التي سكنت ميزوبوتاميا، حيث كان السومريون يحتفلون بعيد رأس السنة "زاغموك" في بداية شهر نيسان واعتبروه شهرًا مقدسًا يُجرى فيه الزواج المقدس.

 

كما اعتبر البابليون أن السنة الشمسية القديمة تبدأ في الأسبوع الأول من شهر نيسان، ويرجع ذلك إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد (5300 ق.م)، إذ كانوا يحتفلون بعيد "اكيتو" في إشارة إلى قصتين مهمتين هما قصة الخليقة البابلية والزواج المقدس.

 

ويشير الباحثون إلى أن الملك البابلي نبوخذ نصر كان حريصًا على الاحتفال في الأسبوع الأول من شهر نيسان وبالتحديد الأربعاء الأول منه بعيد الإله "بعل".

 

وتُعتبر الأربعاء الأول من شهر نيسان عيد رأس السنة الإيزيدية "سر صالي" أحد أقدس الأيام وأبجدها، حيث يحتفل به الجميع في بيوتهم وفي معبد "لالش" المقدس.

 

يعتبر هذا اليوم يومًا ختاميًا لعمل الخالق الذي أنشأ فيه الكون والإنسان، حسبما يذكر في أحد الأقوال الإيزيدية المترجمة إلى العربية: "الهي وضع أساسه في يوم الجمعة، وفي السبت كساه، وفي الأربعاء انتهى من خلقه".

 

ويحتفل الإيزيديون في هذا اليوم بطقوس خاصة، مثل سلق البيض وتلوينه وتعليقه على أبواب البيوت، إشارة إلى تجديد الحياة والخلق.

 

ويُحرم الإيزيديون أيضاً من الزواج في هذا الشهر اعتقاداً نهم أنه مخصص لزواج الآلهة، وأن نيسان هو عروس الشهور، كما يمنعون حفر الأرض حيث تبدأ الربيع والخيرات والمحاصيل الزراعية بالظهور.

 

تلك الطقوس والمعتقدات تشير إلى قدم الديانة الإيزيدية وجذورها العميقة التي تعود إلى آلاف السنين، وتظهر من خلال الاحتفالات والطقوس التي يمارسها الإيزيديون حتى يومنا هذا.

 

المصادر:

- زهير كاظم عبود / الإيزيدية

- تحسين عمر / من هم الإيزيديون