منذ 3 أسابيع
وليد العيسى
يحتفل العالم في هذه الأيام بمناسبة 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة , وهي حملة تهدف الى تسليط الضوء على معاناة المرأة بسبب العنف بكافة انواعه , من العنف الجسدي الى النفسي و الاجتماعي . في هذا السياق اود ان اشارككم رؤيتي كشاب في هذا اليوم الذي يمثل فرصة لنا جميعاً للتفكير في كيفية معالجة هذا الموضوع الحيوي و المهم في مجتمعنا.
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في وضع المرأة الشنكالية على مختلف الأصعدة , وخاصة في مجالات التعليم والقيادة . ففي الماضي كان ينظر الى مكان المرأة على انه يقتصر على المنزل , حيث كان دورها في المطبخ ورعاية الأطفال والاهتمام بواجباتها المنزلية هو ما يتوقع منها فقط . اما اليوم فقد أثبتث المرأة الشنكالية انها قادرة على احداث فارق في المجتمع من خلال دخولها مجال التعليم واكتساب المهارات و المعرفة التي كانت تحرم منها سابقاً.
فيما يتعلق بالقيادة بدأنا نرى المزيد من النساء في المناصب القيادية سواء في مجال السياسة او في مختلف المجالات الاجتماعية و الاقتصادية , هذه التغيرات ليست مجرد إشارات لتطور المرأة فحسب بل هي انعكاس لتقبل المجتمع بشكل اكبر لتلك التغيرات التي لم تكن مقبولة في الماضي , واصبحنا نعيش اليوم في مجتمع اكثر مرونة و تقبلاً لهذه الخطوات.
من الأمور الهامة التي شهدناها في السنوات الأخيرة هو تزايد وعي المرأة بحوقها , ففي الماضي كان من الصعب ان تسمع المرأة عن حقوقها في الحياة و العمل والمساواة , لكنها الان أصبحت تعلم تماماً ان لها الحق في حياة كريمة و امنة , وانها لا ينبغي ان تكون محطاً لأي نوع من العنف و التميز.
لكن رغم كل هذا التقدم لا تزال المرأة تتعرض لأشكال متعددة من العنف , سواء كان ذلك في المنزل او في المجتمع , ان الأسباب التي قد تجعل المرأة تكتم عن تعرضها للعنف عديدة و معقد , وغالباً ما تكون مرتبطة بعوامل اجتماعية و ثقافية , مثل التقاليد القديمة التي تشعرها الخجل او العار اذا قررت التحدث عن معاناتها.
من المهم ان نذكر ان مكافحة العنف ضد المرأة لا تقتصر على النساء فقط , بل هي مسؤولية جماعية تشمل الرجال ايضاً , يجب على الذكور ان يكونوا جزءاً من هذا التغير وان يساهموا في نشر الوعي حول حقوق المرأة و أهمية احترامها , هذا الحمل يقع علينا جميعاً , لأننا في النهاية نعيش في مجتمع مشترك حيث يقتصر التقدم و النمو على الجميع وليس على فئة واحدة فقط.
امر مؤسف هو وجود بعض الأفكار التي لا تزال تؤمن بأن مكان المرأة هو المنزل فقط , وانها خادمة للرجل وان الرجل دائماً على الصواب لمجرد انه رجل . هذه الأفكار السلبية تسهم في خلق بيئة من التوتر والقلق وتقف عائقاً امام تقدم المرأة وتحقيق حقوقها , لكن علينا ان نفهم ان حقوق المرأة لا تهدف الى تهميش الرجل او تفضيله , بل تهدف الى تحقيق العدالة و المساواة بين جميع افراد المجتمع.
ان المرأة اكثر من نصف المجتمع وهي ركيزة أساسية لاستمرارية الحياة , من دون المرأة لا يمكن تصور تقدم او تطور في أي مجال , سواء كان ذلك في العائلة او في المجتمع او في السياسة او في الاقتصاد . لا يمكن ان نعيش في عالم متوازن دون ان يكون للمرأة دور متساوٍ مع الرجل في جميع مناحي الحياة.
من هنا يجب ان نعلم جميعاً ان تغيير الأفكار السائدة في المجتمع حول المرأة وان نساهم في خلق بيئة صحية تتيح لها الظهور و التعبير عن نفسها بحرية و امان , كما يجب ان نحتفل بإنجازات المرأة في جميع المجالات وان نعيد النظر في كل تقليد يساهم في تكبيل حريتها.
ختاماً
في هذا اليوم يجب علينا جميعاً ان نتكاتف لمكافحة العنف ضد المرأة ودعم حقوقها في كافة المجالات نحن بحاجة الى التغيير بدءاً من عقولنا الى قوانيننا , ومن عائلاتنا الى مجتمعنا . ان المرأة تستحق اكثر من مجرد احتفال بيوم واحد في السنة , هي تستحق الاحترام و المساواة كل يوم من أيام حياتها.