منذ سنتين
علي بير
بحثاً عن الأمان وحياة كريمة يومياً تصل اعداد المهاجرين الی الالاف يحاولون الفرار من بلدانهم من العراق وسوريا، وتستغرق الطريق نحو عشرون ساعة مشي علی الاقدام، رغم صعوبة الطرق والمشي لايام علی الاقدام يتم اعطاء مبلغ ما يقارب 6 الف دولار للمهربين عند وصولهم الی المكان المتفق عليه، قال لي احد المهاجرين " قام المهرب بوضعنا نحن ما يقارب عشرون شخص في حاوية التي تنقل المواد والبضاعة من بلد الی الاخر عبر السفن ،اخبرنا اذا لم يتم نقلهم خلال ثلاث ساعات بامكانهم كسر الابواب والخروج من داخل الحاوية " يستمر في الحديث بالقول " لقد مرت اكثر من 6 ساعات ونحن لازلنا في داخل هذه الحاوية التي بالكاد نستطيع التنفس في داخلها " يقول" قمنا بالصياح الی ان وصلوا عناصر الشرطة الی المكان ثم استطعنا الخروج "بهذه الطريقة، هكذا يتم المتاجرة بارواح اشخاص عانوا من الحروب.
يقول لي عمي الذي يتاجوز عمره 80 سنوات " لم نتمنی يوماً ان يتحول التراب والرماد في سنجار الی الذهب" قلت لماذا" قال اذا كان تحول تراب الوطن الی الذهب كان الان الوطن ملكاً لغيرينا واستولوا عليه جبراً ، فهذا يطبق علی العراق، المال يمكنه ان يجذب لك الخير ويمكنه ان يجذب الشر ويجب استخدام المال لجذب الخير وهذا يقع علی عاتق السياسين ، خيرات هذا البلد اصبح بلاء لاهله بسبب السيادة الفاشلة.
لنتحدث عن الموجة الاخيرة من الهجرة نحو يونان ،من الصعب جداً العيش دون عائلة وبعيداً عنها، ويحتاج لم شمل العائلة الی الاعوام والمتزوج يمكنه جلب عائلته فقط اي لا يمكنه بجلب الوالدين الی مكان اقامته ، او ربما لا يرغبان مغادرة البلد ، وتركهما وحيداً جريمة قد يتم محاسبتك عند الله ، دائماً اقول ان الامان رضا الوالدين ولا يوجد حياة كريمة دون العائلة مهما كان حجم نجاحك في اي بلد كان لم يتم اعتباره نجاحاً عندما لم تجد العائلة تفرح معك ، مهما كان جمال البحر والمدينة التي تقيم فيه فان جمال تجاعيد الوالدة وعينيها تساوي جمال كافة بلدان لعالم .
ليس هناك أمان سوی بالقرب من الوالدة ، مهما كان الوضع تتجه نحو السوء فان الوالدة تحاول حمايتك من اي سوء ، عندما تعود في منتصف اليل تجدها تنتظر عودتك ، تتصل بك باستمرار فانها دائماً تحاول حمايتك وابعاد الشر من طريقك ، فكيف بك ان تهرب لتبحث عن الامان لنفسك وتبقيها تنتظر عودتك في منتصف الليل، الا تفكر بأمان الاخرون الذين يعيشون معك؟ ، هل وصل الانانية الی هذا الحد؟ ، نعم هناك عوائل تركت الوالدين لوحدهما في منزل طيني ليعيشوا اخر سنوات العمر مثل سنوات الاولی من الزواج دون الاطفال ، كان الانتاج سيء لدرجة تسبب بإصاب الوالدين بامراض نفسية ، باعتقادهم اذا وفروا لهم الاكل ذلك كافية ، لا يا عزيري فهم بحاجة الی اطفالهم ويعيشون اخر اللحظات مع الاطفال والعائلة ، كنا قد نلوم بعض الشباب بممارسة الخيانة بحق سنجار ، اليوم تحول تلك الخائن الی خائن تجاه من ولده وجعله انساناً دو فكر وجسد.
خطورة التشتت قد ينهي بنا المطاف ، وقد يحولنا الی اشخاص مدمنين المخدرات والكحول، وستجد في الشوارع الكثير من السكارة ، لا تستمع لاقاويل الناس فهم لا يعرفون شعور الام، كن قوياً مد القوی للعائلة، ان الحياة تمر بسرعة كبيرة لذلك لا تضيع اي فرصة، ابقی بجانب الوالدة واستمع لاحاديثها في اخر سنوات من عمرها ، قد تحتاج هذه النصائح كثيراً ، لنعيش الحياة بشكل صحيح ، ان جميع الاشياء بحاجة الی ثقة امتلك ثقة بنفسك وحياتك واجعل عائلتك سعداء، لا ترافق اشخاص لا يمكنهم ادارة امورهم هؤلاء في السنة يفكرون خمس دقائق، لا يمتلكون العاطفة ، غالباً ما تجد هذا النوع من الاشخاص يتغيرون باستمرار ليس للافضل انما للاسوء بسبب عدم قدرتهم ادارة انفسهم ،رافق الناجح رافق اصحاب الذين يفكرون باستمرار ولديهم طموح في المستقبل ، لا تجعل الاغبياء يتحكمون بستقبلك وهم يضعون لك الاهداف .