منذ أسبوعين
ملاحظات:
ملاحظة١ / إذا كنتَ تقوم بالامور الآتية أثناء الصوم،فمن الأفضل ألّا تصوم:
١- الكحول: إن الكحول بحد ذاتها في الوقت الحاضر هي،عملياً، السبيل إلى المرض،يصنع كل النبيذ اليوم من المساحيق أو فيه كمّ كبير من المواد الحافظة والإضافات الكيماوية.لذلك يجهد البنكرياس ويليه فقدان للطاقة إلى حد الإصابة بمرض السكري،إن كان الشخص يريد الحفاظ على سلامة النفس،فمفضّل أن يودّع الكحول تدريجياً، وهذا أمر ضروري خلال الصوم،لاّن عند التفكير بالكحول والتوقع الحصول على السعادة من الثَمَل ، يُغلق فوراً السعي للحب والحاجة إليه.(سيرغي.ن.لازاريف، ترجمة محمد سبلبل).
٢-الجنس: إنْ كان المرء يريد أن يصوم حقاً بجدية، فعليه أولاً تجاوز الارتهان بالشهوة، عليه أولاً تعلّم توجيه الطاقة إلى المستوى الإلهي حيث يحصل تحوّل الطاقة، وليس توجيهها إلى المستوى الحيواني. إنْ كان الشخص عاجزاً عن ضبط شهوته الجنسية،فعليه ألا يصوم. أو أن يصوم صوماً أقل قسوةً ،أي لا يجب استثناء اطعمة معينة تماماً إنّما يجب تقليل بعضها//المصدر نفسه.
٣- إذا تخاصم الإنسان وتنازع مع آخر، أو بدأ بالعصبية والقلق أثناء الصيام، فإن هذا سيلحق به الأذى وسيؤدي إلى تضرر الجسد،ومن الافضل حينئذٍ أن يتوقف. إذ يؤكد العلم الأيزيدي على أن الصيام ليس فقط ألامتناع عن الطعام والشراب ،بل يجب على المرء أن يصوم أيضاً بلسانه"يتحكم بلسانه ولا يتفوه بكلمات قاسية أو سلبية" وبقلبه"الصوم بنية صافية"وبنظره"غض النظر عن الأشياء السيئة".
٤- التخمة في الاكل: اعتدنا على الاسراف والتبذير في صيامنا هذه الأيام ونأكل بشراهة حتى لا نجوع. وحشو المعدة،حد الامتلاء أثناء الإفطار،يخلق المشاكل والأمراض في المعدة والعمود الفقري وينزل الوعي إلى أدنى مستوياته. ومغزى الصوم بالأساس هو ضبط الشهوات والسيطرة على النفس والتوجه نحو الخالق وزيادة الحب داخلنا.
٥- ألا تلهي نفسك بأمور مثل النوم حتى تنسى جوعك أو يتنهي يومك، بل يجب أن تقاوم جوعك.
ملاحظة٢/ قمنا في السنوات الأخيرة بتحويل هذا الطقس الجميل والمفيد إلى طقس تجاري من خلال إيجار القاعات في العراق وخارجه. ورغم أننا ندفع الأموال إلى أصحاب القاعات والمصورين والفنانين وصالونات التجميل ، إلا أنهم يقومون بتصويرنا ونشرنا دون أن ينبس أحد بكلمة على اعتبار أنها خصوصية ،كل احتفال جميل، ولكن تحويل الطقوس إلى تجارة شيء غير مقبول.يستفيد منها أشخاص معينين على حساب وعينا المحدود.
ملاحظة٣/ إذا كنتَ تصوم بمجرد أنه واجب ديني، فالكلام أعلاه ليس لك .
ملاحظة٤/ بالنسبة لحساب جبل سنجار(مةرگةها شرفدين أو حساب الفقراء) فهو لتقاليد وعلم الباطن ،وحساب مةرگةه آديا وجماعة لالش لتقاليد الظاهر وهو حساب يخضع للتقويم الشمساني الشرقي./فواز فرحان.
حسب فهمي لعلومنا، حساب الفقراء هو الأصح والأدق والخيار يبقى عند الفرد الأيزيدي مع أي حساب يصوم.
الصوم بالوعي:
في الصوم العميق يصل الجسد إلى طهارة معينة،فالمرء يستمر بالأكل كل يوم،يمضي في أكل كل شيء وأي شيء ،إذ فَقَدَ الإنسان طريقه ولا يعطي أي عطلة للجسد،الذي يستمر في تراكم العديد من الخلايا الميتة التي تصبح عبئاً وسموم. وعندما تكون صائماً،لا يكون للجسم المزيد من عمل الهضم،في تلك الفترة يمكنه أن يبدأ بالتنظيف الذاتي ويعمل على التخلص من الخلايا الميتة والسموم والفضلات وينشط عمليات الاستقلاب وتبادل المواد،وينظف كذلك مراكز الطاقة داخله.
عندما يصوم الإنسان ويجوِّع نفسه،فإن تعلقه بالرغبات والغرائز والنزوات تضعف بشكل ملحوظ،وإذا قام بالدعاء في هذا الوقت فإن النتائج ستكون افضل، أي أن الصيام أو الجوع بنية صافية يخلّص المرء من كل الطاقات السلبية ويجعله ممر للطاقة الإيجابية بسهولة ويطهران الروح وهذا سيؤدي إلى تطهير الجسد.
إن الصوم امتناع دوري عن اشباع رغبات الجسد والروح والذات. إن القيود في الطعام والجنس والعمل على خلفية العزلة والدعاء تسمح للمرء بإعادة الذات إلى الوضع الطبيعي،ويؤثر على نحو إيجابي ليس فقط على الشخص نفسه،ولكن ايضاً على اقربائه،والذين يسهل عليهم التغلب على نزعة الشهوات في أنفسهم.
مغزى الصوم في العلم الأيزيدي:
يكون معدل استقطاب الطاقة الإيجابية الإلهية في أعلى معدلاته في ثلاثة أيام من شهر كانون الاول ويكون أكثر كثافة في ٢١ منه ولهذا وضع الايزيديون القدماء توقيتاً فلكياً دقيقاً للغاية في تحديد هذه الأيام الثلاثة وأطلقوا عليها صوم ايزي.
ومركز كثافة هذه الطاقة تتجمع في لالش والمسافة المحيطة بها بعشرة كيلومترات من كل الجهات ، في هذه الأيام كان كبار رجال الدين والشيوخ والاجلاء يمارسون التأمل وطرق البر (البرخك) لسبر أغوار أسرار المنظومة الكونية والعلم النوعي الخفي المقدس. أما الطبقة العامة من الشعب فقد كانت تصوم في هذه الأيام الثلاثة للتدريب على تحمل الجوع أثناء ممارسة التأمل والتواصل مع المستويات والأبعاد العليا في منظومتنا الكونية.
كان الصوم يمارس في لالش بطرق نوعية للغاية لارتباطه المباشر بموضوع تطوير مستوى الوعي من خلال ممارسة طرق البر ( البرخك) ، إلا أن هذه الممارسة تحولت إلى تقليد ارضي ابتعد في محتواه عن جوهره الحقيقي.
وهذا الصوم ليس فكرة تجريدية خالية من المعاني الهادفة كما هي عليها اليوم من الامتناع عن الطعام والشراب ،بل هي فكرة جوهرية تدخل في صلب قوانين العلم الايزيدي الخفي المقدس،وهي عملية تبدأ بتعلم مبادىء هذا العلم في الأساس لتطوير البنية الروحية والنفسية لتترك تأثيرها المباشر على البنية الجسدية،وتطوير هذا الثالوث المقدس هو من يساهم عملياً في نقل وعي الإنسان إلى مستويات عليا تمكنه من تجديد برنامجه المعلوماتي الفائق التعقيد في الروح والنفس.//فواز فرحان، الأيزيدية هندسة الأسرار المقدسة. للمزيد راجع الكتاب من ص ٣٧١ إلى ٣٩٣.
ـ فواز فرحان، الأيزيدية هندسة الأسرار المقدسة،ط١.
ـ سيرغي لازاريف، ترجمة محمد سبلبل.
ـ سيرغي لازاريف،كتب تشخيص الكارما.
ـ الحكيم اوشو
ـ امين عبدو