تحذيرات من مغادرة الإيزيديين العراق بسبب سوء أوضاع سنجار



تقارير | 279
منذ سنة

جيا بريس - متابعة

 

حذر تقرير من مغادرة الايزيديين العراق بسبب سوء الأوضاع في سنجار، مؤكداً شعورهم باليأس داخل المخيمات.

 

وذكر تقرير، لموقع (المونيتر)، أن "أطفالاً، عند قارعة طريق مترب يمتد بين خيم معسكر شاريا للنازحين الايزيديين وتحت سماء شتاء صافية يحلمون وهم يلعبون كرة قدم ان يكونوا مثل بطل الكرة العالمي، ميسي". وأضاف التقرير، أن "الفتيات أيضا يحلمن في يوم ما أن يصبحن طبيبات او محاميات، مع ذلك فان هناك آمال ضعيفة لمثل هكذا أحلام في ظروف المخيم الصعبة".
 

وأشار، إلى أن "هازي تبلغ من العمل 13 عاماً، قضت ثماني سنوات في هذا المخيم برفقة اخوانها واخواتها، تقول: الحياة هنا صعبة جداً، الخيم التي نعيش داخلها أصبحت بالية، فهي لا تقينا حر الصيف ولا توفر لنا الدفء من برد الشتاء القارس".

 

ولفت التقرير، إلى أن "زميلتها هايو 12 عاماً، التي تتمنى ان تكون في يوم ما طبيبة اسنان توافقها الرأي بالقول: نحن نخشى كذلك من ان يعود تنظيم داعش الإرهابي من جديد".

 

وشدد، على أن "450 ألف ايزيدي تعرضوا للتهجير، هذا ما عدا الذين قتلوا او تم اختطافهم عند اجتياح تنظيم داعش لمنطقة سنجار في آب 2014".

 

وأوضح التقرير، أن "أكثر من 300 ألف فرد منهم يعيشون في احياء سكنية خارج المخيمات او داخل 15 مخيماً للنازحين حيث ظروف عيش صعبة مع قلة المياه وقلة خدمات".

 

وأكد، أن "الكثير من النازحين، ومع توجه انظار العالم في الوقت الحاضر نحو أوكرانيا، يشعر باليأس والإهمال".

 

ويواصل التقرير، أن "الأمم المتحدة أكدت في تقرير لها صدر في أيار عام 2019، انتحار أربع اشخاص على الأقل من الايزيديين الساكنين في المخيمات خلال الفترة ما بين كانون الثاني ونيسان من ذلك العام".

 

وتابع، أن "40 شخصاً آخر حاول الانتحار أو انتحر في السنة التي قبلها، أما هذا العام فقد أقدمت فتاة بعمر 16 عاما ومراهق آخر بعمر 19 عاما على الانتحار".

 

وقال مسؤول في معسكر (شاريا) وهي منظمة غير حكومية، إن "البطالة وعدم توفر فرص عمل على مدى سنوات يقضيها النازحون في المخيمات هو امر صعب جداً".

 

وأضاف المسؤول، أن "التحدي الأكبر الذي يواجهه الناجون الايزيديون هو انهم يعيشون حالة نزوح مزمن"، مشيراً إلى أن "اغلب الايزيديين الذين يعيشون في المخيمات غير قادرين للعثور على عمل، ويواجهون صعوبة في ارسال أولادهم للمدارس ويعيشون حالة فقر مدقع".

 

وأوضح المسؤول، أن "الموارد القادمة من بلدان مانحة تنفد بسرعة، ولهذا نواجه ترديا بالخدمات"، وذهب إلى أن "الخدمات المخصصة للنساء والأطفال بدأت تتقلص الان على نحو كبير."

 

ويواصل التقرير، أن "جان الهان كيزلهان طبيب علاج نفسي ايزيدي مقيم في المانيا ومؤسس لمعهد العلاج النفسي في جامعة دهوك، يحاول ضمن هذه البيئة الصعبة البحث عما يخفف من معاناة أبناء طائفته، وقبل كل شيء ما يخفف من آلام وصدمات النساء والفتيات الايزيديات اللائي تعرضن لعنف واستعباد جنسي على يد تنظيم داعش الإرهابي".

 

وتابع، ان "المعهد الذي اسسه كيزلهان عام 2016 في جامعة دهوك يقوم بتدريب مجموعة جديدة من المتخصصين لمساعدة الضحايا على التأقلم مع ألمهم ثم التعافي منه". وقال الطبيب النفسي كيزلهان، إن "المرونة ومحاولة البقاء على قيد الحياة هي عوامل جينية تنتقل من جيل الى آخر، لهذا السبب فان أبناء طائفتي الذين تعرضوا لمحن كثيرة ما يزالون هنا باقين."

 

وأردف التقرير، أن "الفريق قام بإجراء 25 ألف جلسة علاج نفسي، وذلك منذ انطلاق هذه الخدمات في عام 2017".

 

وأوضح، أن "نوري خضر، هو من بين الخريجين الأوائل لمعهد العلاج النفسي الذي اسسه كيزلهان ضمن برنامجه، يقول إنه يجري جلسات علاج لفتيات ونساء مررن بظروف صعبة خلال اسرهن من قبل داعش، ويشير الى فتاة عمرها 20 عاما كانت أسيرة لدى داعش بانها تعيش حالة اكتئاب شديد".

 

وأورد التقرير، ان "خضر أكد أن هذه الفتاة كانت تعاني من اكتئاب شديد عند بدء اول جلسة علاج نفسي، وأنها تعاني من آثار الصدمة النفسية، وما عايشته لا يغادر مخيلتها وتمر بحالة كوابيس والم نفسي شديد، يجعلها تشعر بالحزن طوال الوقت."

 

ويسترسل، أن "منطقة سنجار ما تزال تعاني من عدم الاستقرار بسبب تواجد مجاميع مسلحة مختلفة فضلا عن تعرضها في بعض الأحيان لقصف طائرات تركية بسبب تواجد مجاميع من قوات حزب العمال الكردستاني هناك".

 

وأفاد التقرير، بأن "مراد إسماعيل، مؤسس اكاديمية سنجار المعنية بالدفاع عن حقوق الايزيديين، يقول إن سنجار هي الموطن الأصلي للايزيديين، انه المكان الذي آواهم وحماهم على مدى مئات من السنين، ولكن العودة الى سنجار الان وهي في وضع غير آمن وبدون خدمات أساسية هو أسوأ حتى من المخيمات."

 

وأضاف، أن " الطبيب النفسي كيزلهان عاد ليعتقد أن الوضع إذا استمر على حاله فانه لن يكون امام الايزيديين خيار سوى مغادرة العراق، وبهذا فأن هوية المكون مهددة بالاندثار، وقد يكون آخر الخيارات هو المحافظة على الهوية في مكان آخر خارج منطقة الشرق الأوسط".

 

ومضى التقرير، إلى أن "البرلمان العراقي كان قد شرع العام الماضي قانون الناجيات الايزيديات الذي يحفظ بموجبه حقوق النساء الناجيات ويوفر برنامج تعويض للمتضررين منهم".

 

عن: موقع (المونيتر) الإخباري
ترجمة: مؤسسة المدى