فصل الشتاء يطرق أبواب النازحين دون نفط أبيض: معاناةٌ تتجددٌ في مخيمات دهوك



تقارير | 466
منذ شهر

جيا بريس - ليث حسين

 

يُحمل الهواء في مخيمات النازحين في محافظة دهوك نبأً مرعباً: فصل الشتاء قد حلّ. مع تراجع درجات الحرارة إلى مستويات منخفضة جدًا، تُصبح العديد من المخيمات أَكْثَرَ برودةً من القُبور، وتُفاقم معاناةَ النازحين الذين يعيشون فيها حالةً من الاضطرار و التّحدي.

 

نفط أبيضٌ مفقودٌ

بينما تُسلط الأنوار في بيوت المدينة دفئًا و راحه، تُطفئ ظلمةٌ مُخيفةٌ أَشعةَ الشمسِ في خيام النازحين. وتُحيل نُقصٌ في توزيع النفط الأبيض العديدَ من البيوت إلى أماكنَ لا تُطاقُ البرودة و لا تصلح لِـ العيش.

 

لم يتم توزيع النفط الأبيض على النازحين في مخيمات محافظة دهوك لغاية الآن، على الرغم من بدء فصل الشتاء وتزايد الحاجة إليه بشكل ملحّ.

 

وعودٌ مُحبطة

فيما كان من المقرر أن يتم توزيع وجبتين من النفط الأبيض على كل عائلة نازحة، بواقع 100 لتر في كل وجبة، لم يتم توزيع سوى وجبة واحدة خلال العام الماضي، بينما تُركت عوائل النازحين في مخيمات قضاء شيخان خالية الوفاض.

 

معاناةٌ مُتجددة

يصف أحمد رشو، وهو أبٌ لخمسة أطفال يعيش في مخيم شيخان، حالهم بقوله: "نحن نعاني من البرد القارس، ونحاول تدفئة أنفسنا وأطفالنا بكل ما نستطيع. لكننا لا نملك النفط الأبيض، وكأننا مُنَسيون من الجميع.

 

مبينا بالقول، البرد يتسرب إلينا ولا يرحمنا. كان النفط الأبيض يُعطينا بعض الأمل في مواجهة شتاء قاسٍ كهذا، ولكننا الآن نعيش وسط خوف مستمر، ولا نعلم كيف سنصمد إذا استمر الحال على هذا النحو."

 

أما گولي حيدر، وهي أمٌ لطفلين يقطنون في مخيم كبرتو بمحافظة دهوك، فتُعبّر عن خوفها من برد الشتاء بقولها: "لا أستطيع تصوّر كيف سنُواجه البرد القارس من دون نفط أبيض. أخشى على أطفالي، وخاصةً رضيعي الصغير، من الأمراض التي قد يصابون بها بسبب البرد.

 

"نحاول أحياناً إشعال بعض الأخشاب أو حتى البلاستيك للتدفئة، رغم الأضرار الصحية، ولكن هذا لا يكفي. نحن هنا نعتمد على النفط الأبيض بشكل كامل، وبدونه تصبح حياتنا في خطر، خاصةً مع الشتاء الطويل والقاسي." هذا ما قاله أمٌ لطفلين.

 

وعودٌ جديدة

في محاولةٍ لتخفيف المعاناة، أعلن ديان جعفر، مدير الهجرة والمهجرين واستجابة الأزمات في محافظة دهوك، أنهم قد أرسلوا طلباً في شهر أيلول الماضي، يتضمن احتياجات النازحين في فصل الشتاء، من بينها النفط الأبيض، لكنهم لم يتلقوا أي رد من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.

 

"تلقينا معلومات من نوابنا في البرلمان العراقي أنّ الحصة من النفط الأبيض ستصل إلينا بعد أسبوع، وسنقوم بإعداد جدول لتوزيع النفط حسب هذا الجدول، من المقرر أن نبدأ من مخيمات قضاء شيخان لأنّهم لم يحصلوا على حصتهم في السنة الماضية، وتضرروا جداً من ذلك", قال جعفر.

 

بين الوعود و الحقيقة لازال حوالي ٢٢ ألف عائلة نازحة تقطن في ١٥ مخيماً بمحافظة دهوك، من أهالي قضاء سنجار. يبقى السؤال المُلحّ: متى ستتحقق وعود توزيع النفط الأبيض؟ و كيف سيُواجه النازحون برد الشتاء القارس في غياب أبسط مقومات الحياة؟