منذ شهرين
روناك سليمان
يستمر تهميش دور المرأة في مجتمعنا وإهمالها رغم المطالبات المستمرة بضرورة منح المرأة المكانة التي تليق بها داخل المجتمع. لا يخفى عليكم قدرة المرأة وصمودها تجاه التحديات التي تواجه المجتمع، ولكن للأسف الشديد، فإن عدم تشجيع المرأة ومنحها الدعم الكافي يكون سببًا أساسيًا وراء ابتعادها.
عندما نتناول قضايا تخص النساء داخل المجتمع، وخصوصًا مجتمعنا الإيزيدي، علينا أن ننظر وبكل فخر إلى المرأة الإيزيدية التي ناضلت وتناضل من أجل نيل حقوقها المشروعة. لقد أثبتت المرأة الإيزيدية أنها قادرة على الدفاع عن أبناء جلدتها، وخير دليل على ذلك ما تقوم به ناجياتنا اللواتي تحررن من قبضة عناصر داعش الإرهابي. هؤلاء الناجيات أثبتن للعالم أجمع أن المرأة الإيزيدية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه المعاناة والجرائم التي تعرضن لها عام 2014.
إن إشراك المرأة في القضايا الاجتماعية، خاصة عندما يتم البحث عن حلول لها، وعلى سبيل المثال تحديد المهر في بعض المناطق والعشائر، سيكون عنصر قوة وليس ضعفًا. فالمهر المحدد يخص الشابة، ومن حقها أن تشارك في مناقشة ذلك وتقديم الاقتراحات التي تراها مناسبة وتحفظ حقوقها وكرامتها في المستقبل.
اجتماع كل عشيرة ووضع مهر خاص للزواج دون الرجوع للشابة هو أمر في غير محله. يجب أن تكون للشابة كلمة قبل أن يتم إقرار مصيرها، لأن الزواج مرتبط بما تبقى من عمرها، ولا يمكن للآخرين تقرير مصيرها. نحن في زمن الحقوق والواجبات الملقاة على عاتق كل فرد من كلا الجنسين، ولسنا في زمن الجاهلية.
لو كانت هناك مشاركة للمرأة في هكذا اجتماعات، لوضعت لنفسها ضمانات تحفظ حقوقها في حالات الطلاق، على سبيل المثال، أو تربية أطفالها، أو عدم السماح بتفكيك الأسرة. لكن عدم إشراكها هو انتهاك لحقوق المرأة وعدم احترامها، رغم أنها تعتبر الأم والأخت والزوجة! للمرأة الحق مثلها مثل الرجل في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تخص المجتمع، ويجب العمل على ذلك لا تهميشها وعدم السماح لها حتى بالتواجد في هكذا مجالس، لأن ضياع حقوقها يعني ضعف المجتمع ووجود خلل فيه، فالمرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وعدم نيلها حقوقها المشروعة هو انتهاك لا يمكن القبول به.
إننا نشجع كل خطوة من شأنها الاتفاق داخل المجتمع خدمة للصالح العام، ولكن في الوقت ذاته، نتمنى من عقلاء القوم ومثقفيه السماح للمرأة بالمشاركة في المواضيع التي تخص حياتها، لا أن يتم استبعادها وعدم السماح لها بالمشاركة، وبالتالي تقرير مصيرها وإصدار قرارات تخص حياتها رغمًا عنها.