منذ شهرين
امين هبابي
شيطانات مجتمعنا (أغلبهن) في أوروبا يعملن في الدعارة علنًا، أما في العراق فيعملن في الخفاء ويتظاهرن بالتدين، وقد نقلن قذارتهن إلى لالش. في كل المجتمعات، عندما تقرر فتاة ما العمل في الدعارة، لا تتدخل بالمجتمع ولا بالدين. أما الشيطانة في مجتمعنا، فتشتغل بالدعارة، وفي نفس الوقت تلبس خيط الباتزمي وتذهب إلى لالش والجمايات، وهذا قمة الانحطاط الأخلاقي.
قبل أن تكمل قراءة السطور أدناه، يجب أن تتحرر من انفعالاتك السلبية وأن تكون هادئًا ومتوازنًا، فما كتبته رسالة لتصحيح مسار منحرف ليس إلا. بعد الإبادة الجماعية الأخيرة، تفككت الكثير من العوائل في مجتمعنا وتعرضنا لمشكلات أخلاقية واجتماعية، وكأننا نولد مثل الحيوانات (مع تقديري للحيوانات)، وكأنه ليس هناك أي ضوابط دينية أو أخلاقية. انحدرنا إلى المستوى الحيواني في وعينا بدلًا من أن يدفعنا الإبادة إلى التطور.
سأركز في السطور أدناه على إحدى تلك المشكلات الأخلاقية الخطيرة، وهي الدعارة في عيد الجما في لالش وظواهر سلبية أخرى:
الدعارة في لالش: بعض العوائل ترسل شيطاناتها وحدهن إلى لالش في عيد الجما ورأس السنة لأنها تثق بهن، وهن بدورهن يخنَّ الآباء والأمهات ويكسرن تلك الثقة ويعملن في الدعارة المجانية الليلية وأحيانًا النهارية بسبب الفهم الخاطئ لخطورة ذلك، واعتبارها خروجًا من الدين وما ينتج عنها من تدمير النفس والعوائل ورخص قيمتها وبيع كرامتها، بسبب عبادتهن للشهوات الجنسية. لا يقتصر الأمر على لالش، بل ينطبق على بقية الجمايات أيضًا.
ارتداء الملابس الضيقة: لا يختلف كثيرًا عن ظاهرة الدعارة، وقد كتبتُ عن هذا الموضوع في مقالة سابقة سأضع رابطها في نهاية هذه المقالة. أضيف هنا، في كل المناسبات في لالش ألتقي (أنا كاتب هذه السطور) بالزوار الأجانب لغرض إعطاء معلومات صحيحة عن تاريخنا والتواصل معهم. العام الماضي التقيت بامرأة فرنسية مع صديقها، وعندما مرَّت شيطانات شبه عاريات أمامه، قال لصديقته: "أحب أنيك بعض هؤلاء الفتيات"، وأنا بدوري لم أنبس ببنت شفة ووطئت رأسي خجلًا. في الحقيقة، لو أن تلك الشيطانات ارتدين ملابس مناسبة لما أثارت الرغبة الجنسية لديه ولدى الكثيرين.
لا لارتداء الملابس البيضاء بهذه الطريقة اللا أخلاقية: بعض الشيطانات يرتدين الملابس البيضاء بدون ملابس داخلية (بئ دةرپى)، وهذا أيضًا لا يختلف عن الدعارة. أو وضع (دسمال) أبيض على الرأس بينما نصف الصدر عارٍ.
الصور الرومانسية ومقاطع الرقص: لقد جعلت شيطانات مجتمعنا (العازبات والمتزوجات) من لالش مكانًا للقطات الرومانسية والصور الفاضحة ومقاطع الرقص لتيك توك وسناب شات.
التدافع لأجل لمس الثور: يعبر طقس الثور عن علومنا النوعية وله أهمية كبيرة جدًا، ومعروف أن لمسه يساعد المرأة على الشفاء من (الغنيمة). لكن هذا لا يعني أن كل من هب ودب يحشر نفسه بين الحشود، وكل همه لمس الثور وهو بالأساس لا يعرف معناه وأهميته. لذلك، من أجل عدم تكرار ما حدث العام الماضي، يجب أن تكونوا هادئين وواقفين أو جالسين في أماكنكم ولا تهاجموا الثور مثل الهمج وتشويه صورة هذا الطقس الجميل. ومن لا يتحلى بالطهارة والنقاء والاستقامة، لن يفيده لمس الثور لو وصل رأسه للسماوات. وهناك دليل على هذا الكلام لا أود ذكره هنا.
طقس تخت بري شباكي: هذا الطقس أيضًا يعبر عن العلم الباطن الأيزيدي ودوائره الـ81، وكذلك مربعاته تشير إلى القوانين الكونية التي يجب على الأيزيدي عبورها كي يتمكن من العبور عبر هذه النافذة الذهبية إلى مستويات الوعي المتفوق (فواز فرحان، طقوس شمس الحقيقة). يجري هذا الطقس في اليوم السادس من العيد، وكعادتهم، شوه الناس صورته بسبب التراكض والتدافع الهمجي للمسه.
التدافع لأجل الزيارة في الداخل: يتدافع الناس بعضهم بعضًا من أجل الزيارة ويحدث التحرش، وبهذه الحالة نفقد أخلاقنا، ولا يقبل زيارتنا لا خودئ ولا شيخادي، وليس هناك أي أهمية منها. صرنا مثل المحمديين أثناء تحرشهم ببعضهم عند زيارة الحجر الأسود.
تصوير الطقوس: أثناء إجراء الطقوس والمراسيم، نرى كل من يأتي يُخرج هاتفه من جيبه ويصور مقاطع ويرسلها مباشرة عبر السناب شات أو ينشرها فيما بعد على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه ظاهرة سلبية، لا يجوز لكل من هب ودب أن يصور ما يراه؛ لأنها طقوس خاصة بنا وهي أسرار أيضًا. ومن جهة ثانية، لماذا لا نجلس في مكان ما ونشاهد بصمت وتأمل ممارسة تلك الطقوس الجميلة والمهمة، ونستمع إلى الموسيقى، لنكسب الوعي والمحبة والطاقة الإيجابية. وهذا هو أحد نقاط أهمية الطقوس وزيارة لالش.
أصحاب الدكاكين وباعة اللفات: بعض أصحاب الدكاكين، وبخاصة الذين يبيعون اللفات، يستغلون الناس، وعملهم تجاري بحت، ويعبدون المال لدرجة أن لفاتهم بمقياس حشفة رأس قضيبهم (لفيت وان د قاسى سةربلوكا وانن). لذلك أنصح الزوار بألا يأكلوا اللفات هذه السنة، ليكونوا درسًا لهؤلاء أصحاب الدكاكين.
الآركيلة: كان يجب أن يتم منع الآراكيل بجميع أنواعها، ومن ضمنها الآراكيل الإلكترونية. ومن يدخل آركيلة إلى لالش، يجب أن يكون جزاؤه الدوس على الرأس أولاً ثم طرده من لالش.
وضع الفلوس على العتبات: لن أكتب عن الموضوع، فقط أود أن أسألك: هل سألت نفسك مرة، أين يذهب المال الذي تضعه على العتبات والأبواب في لالش؟!
رجال الدين: في القرنين الماضيين انحرف رجال الدين والقوالين عن مسارهم، وحولوا الميثولوجيا والعلوم النوعية إلى طقوس مادية، وصاروا يعبدون المال. لهذا السبب أصبحوا ضعفاء وغير قادرين على تقديم شيء حقيقي للمجتمع. رجال الدين والعلماء قديمًا كانوا قادرين على قراءة پيسير من يزور لالش، ومن كان يظهر عليه سوء الخلق لم يكن له نصيب من دخول لالش.
مالا ميرا: هدفهم جمع المال، ولا يمنعونكم من شيء ولا يمنعون أحدًا من زيارة لالش. والبقية عن هذا الموضوع واضحة وضوح الشمس.
المزايدة على الپريات: لا يقوم المخاتير ورؤساء العشائر ومن يمتلكون المال بالمزايدة على الپريات لغرض التباهي أمام الناس؛ فليس هناك أي مغزى من المزايدة على الپريات.
الحفاظ على نظافة المرافق الصحية: يجب تخصيص أشخاص فقراء وإعطاؤهم بعض المال للحفاظ على نظافة المرافق الصحية؛ لأن هناك أوساخ دائمة، وسمعت بعض الزوار الأجانب يتحدثون عن هذا الموضوع.
هل فكرتم يومًا لماذا قامت أمريكا بصرف ملايين الدولارات لإعمار لالش؟
صدق الرحالة السعودي الذي زار لالش العام الماضي، وفي داخل المعبد وصف الإيزيديين بعبادة الشيطان. صدق عندما قال: "لالش خالية من الروحانية". لالش إلى وقت قريب لم تكن كذلك. دعارة شيطانات مجتمعنا والظواهر السلبية التي تحدث فيها جعلتها خالية من الروحانية.
لالش مكان العبادة والتأمل ومركز الطاقة الإيجابية في الكون. وعند زيارتنا لها في أي وقت، علينا الابتعاد أو التقليل من رغباتنا والسيطرة على النفس. ومن لا يزورها بنية صافية لن تكون لزيارته أي أهمية.
عند زيارة لالش علينا القيام بالآتي:
الزيارة بنية صافية.
السيطرة على الرغبات والابتعاد عن الأعمال غير الأخلاقية.
الدعاء من خودئ وشيخادي لأنفسنا وعوائلنا وأصدقائنا وكل الطيبين؛ لزيادة المحبة في دواخلنا وليعم السلام والمحبة على العالم وينقص الشر في نفوس البشر.
ارتداء ملابس مناسبة.
المشي حافي القدمين في المعبد.
الركض ثلاث مرات فوق جسر عنزل أولًا، ثم زيارة قبة خفوري ريا (أول قبة على اليسار عند دخول المعبد).
التعميد في كانيا سپي للأطفال ولمن تكون زيارته الأولى.
زيارة أماكن الخودانات والأولياء الصالحين لأخذ الطاقة والبركة من مزاراتهم ونياشينهم.
الاستماع إلى الموسيقى (دف وشباب).
التأمل والنظر إلى الرموز والصور الموجودة على جدران المعبد لأنها تزيد الطاقة الإيجابية.
التأمل ومشاهدة إجراء الطقوس والمراسيم بصمت ودون تصويرها.
الحفاظ على الصمت بقدر الإمكان.
الابتعاد عن تشغيل الأغاني وعدم القيام بالدبكات المخصصة للزفاف.
"المجتمع الذي أصابه الخراب على المستوى الثقافي لا أمل له في البقاء. هكذا يعلمنا التاريخ" / سيرغي لازاريف، التربية الروحية للأهل.
هناك غياب حاليًا لثقافة العلاقات والأُسَر في مجتمعنا، الذي يعيش عصر انحطاطه وأيامه وأنفاسه الأخيرة، إن لم يقم بإنقاذ نفسه بنفسه.