عقود من الإهمال وغياب العدالة.. لماذا لم تُفتح مقابر سنجار بعد؟



تقارير | 572
منذ شهرين

جيا بريس - ليث حسين

 

في قضاء سنجار غرب محافظة نينوى، تتناثر المقابر الجماعية تحت الأرض التي شهدت واحدة من أبشع المجازر في العصر الحديث. هذه المقابر، التي تحتوي على رفات ضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014 ضد الأيزيديين، تُكتشف بشكل متكرر، لتعيد فتح جراح لم تلتئم بعد.

 

ورغم مرور عقد من الزمن على هذه الفاجعة، تظل المقابر الجماعية شاهداً صامتاً على مأساة إنسانية لم تجد طريقها للعدالة. عمليات التنقيب عن هذه المقابر تعاني من التأخير والإهمال، ما يؤخر كذلك تحديد هويات الضحايا عبر فحوصات الحمض النووي (DNA) ويطيل انتظار عائلاتهم التي لا تزال تأمل في دفن أحبائها بكرامة.

 

هذا التأخير المستمر في فتح المقابر والتعرف على الرفات يكشف عن تهاون الجهات المعنية في بغداد وغيرها من المؤسسات في إنهاء هذا الملف المأساوي، الأمر الذي يزيد من عمق معاناة عائلات الضحايا ويثير تساؤلات حول مدى التزام الدولة بتحقيق العدالة والمساءلة في قضايا الإبادة الجماعية.

 

تأخير التنقيب والتعرف على الضحايا

 

على الرغم من تكرار اكتشاف المقابر الجماعية في المنطقة، فإن الإهمال في فتح هذه المقابر والتنقيب عنها يُعد أحد أبرز القضايا التي تثير استياء الناجين وعوائل الضحايا.

 

العديد من العائلات تنتظر بفارغ الصبر التعرف على رفات أحبائها عبر فحوصات الحمض النووي (DNA)، التي تتأخر لسنوات بسبب قلة الموارد والبيروقراطية بحسب الجهات المختصة. ومن المؤلم أن العديد من هذه الفحوصات تُجرى بعد تأخير طويل في الطب العدلي ببغداد، حيث يتم مقارنة العينات الجينية للضحايا بأفراد عائلاتهم، لكن عدم التنسيق وسوء الإدارة يؤديان إلى نتائج بطيئة وغير كافية.

 

تقصير مستمر تجاه الرفات البشرية

 

إن الرفات التي تم استخراجها حتى الآن تشمل رجالاً ونساءً وأطفالاً، ما يعكس حجم الجرائم البشعة التي ارتكبها داعش. ومع ذل١ك، يبدو أن التعامل مع هذه القضية الإنسانية يأخذ منحى الإهمال، حيث أن العديد من المقابر التي تم التنقيب فيها لا تزال تنتظر توثيقاً شاملاً وتحديداً لهويات الضحايا.

 

خيري على رئيس منظمة بتريكور لحقوق الإنسان، في تصريح له شدد على أهمية التعامل مع هذه المقابر وفقاً للقوانين الدولية والمحلية، معتبراً أن التقصير في فتح المقابر وتحليل رفات الضحايا هو بمثابة استهتار بحقوقهم وحقوق عائلاتهم.

 

ماذا بعد؟

 

مع مرور عشر سنوات على الإبادة الجماعية للأيزيديين، لا تزال المقابر الجماعية تنتظر من يكشفها، وعائلات الضحايا تواصل معاناتها في غياب العدالة. نطالب الجهات المحلية والدولية الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها وتسريع عمليات التنقيب وتحديد هويات الضحايا، حفاظاً على حقوقهم ولضمان عدم نسيان هذه الجرائم البشعة، هذا ما قاله هدية خدر من ذوي ضحايا الإبادة الأيزيدية.

 

وفقاً للإحصائيات الرسمية، تم اكتشاف أكثر من 93 مقبرة جماعية في مناطق قضاء سنجار، لكن حتى اليوم، لم يتم فتح سوى 55 منها.