منذ 3 أشهر
جيا بريس - خاص
في خطوة تُعد جزءًا من سلسلة طويلة من المبادرات الدولية لدعم المناطق المتضررة في العراق، أعلنت الحكومة الألمانية عن منحة مالية بقيمة 15 مليون يورو لبناء 260 وحدة سكنية واطئة الكلفة في قضاء سنجار. هذه المنحة تأتي ضمن جهود دعم عودة النازحين الإيزيديين إلى مناطقهم الأصلية بعد سنوات من النزوح والمعاناة. لكن بينما تتواصل هذه الإعلانات عن الدعم الدولي، يتساءل العديد من أهالي سنجار عن تأثير هذه المنح على واقعهم اليومي، وهل ستصل حقًا إلى مستحقيها؟
منحة جديدة ضمن سلسلة من الدعم الدولي
منذ تحرير نينوى وسنجار من سيطرة تنظيم داعش، شهدت المنطقة تدفقًا للدعم الدولي، بدءًا من المساعدات الإنسانية وصولاً إلى مشاريع إعادة الإعمار. وكانت ألمانيا من بين الدول الرائدة في تقديم الدعم، سواء من خلال تجهيز المحافظة بالآليات أو تمويل مشاريع توطين النازحين. وتأتي المنحة الأخيرة كجزء من هذه الجهود المستمرة.
محافظ نينوى عبد القادر الدخيل أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض الاتحادي لحرية الأديان والمعتقدات في ألمانيا، فرانك شغاب، أن هذه المنحة تمثل فرصة كبيرة لتسريع عودة النازحين إلى سنجار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب. لكن رغم التفاؤل الرسمي، يعبر الأهالي عن شعور متزايد بالإحباط.
الأهالي: الدعم موجود لكن التغيير غائب
في حديث مع بعض سكان سنجار، يظهر بوضوح أن هناك فجوة بين حجم الدعم المعلن وتأثيره الفعلي على الأرض. ورغم التصريحات المتكررة عن تقديم مساعدات ومنح دولية، فإن الكثير من الأهالي يشيرون إلى أن واقعهم لم يتغير كثيرًا. "نسمع عن ملايين الدولارات التي تُخصص لسنجار، لكن أين هي؟ ما زلنا نعيش في ظروف صعبة، والبنية التحتية ما زالت مدمرة"، هكذا عبّر حسن علي أحد سكان المدينة.
هذه الفجوة بين الدعم المعلن والتحسينات الفعلية على الأرض تثير تساؤلات حول آليات توزيع المنح وفعالية المشاريع التي يتم تنفيذها. ورغم أن المنحة الألمانية تهدف إلى توفير وحدات سكنية للعائلات النازحة، فإن التجارب السابقة جعلت السكان يشككون في مدى وصول هذا الدعم إلى مستحقيه.
آليات التوزيع: بين الواقع والوعود
الحديث عن المنح الدولية يعيد فتح النقاش حول كيفية إدارة وتنفيذ هذه المشاريع في مناطق مثل سنجار. هناك مخاوف من أن تظل البيروقراطية والعراقيل المحلية تعيق وصول هذه المنح إلى من هم في أمس الحاجة إليها. "لا يكفي أن تُعلن عن منحة. ما يهم هو كيف تُنفذ ومن يستفيد منها"، يقول هاني بركات أحد الناشطين المحليين.
هذا الواقع يضع تحديات أمام الجهات الدولية والمحلية على حد سواء لضمان أن تترجم هذه المنح إلى تحسينات ملموسة في حياة سكان سنجار. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن هذه المشاريع الجديدة من تجاوز العراقيل وتحقيق التغيير الذي طالما انتظره الأهالي؟
التحدي الحقيقي في التنفيذ وليس في الإعلان
بينما تواصل ألمانيا والمجتمع الدولي ضخ الأموال والمساعدات لإعادة إعمار سنجار، تبقى التحديات على الأرض كبيرة. التغيير الحقيقي لن يتحقق فقط بإعلان المنح، بل من خلال ضمان وصولها إلى المستحقين وتحقيق الأثر المرجو منها. وحتى يتحقق ذلك، سيظل أهالي سنجار يتساءلون: هل ستصل هذه المساعدات إليهم أم ستظل حبيسة الوعود؟