منذ 4 أشهر
جيا بريس - ليث حسين
وسط الركام المتناثر وبقايا مزرعة دمرتها حروب طاحنة، وقف سلطان محمود، الشاب الذي نجا من ذباح داعش، يتباهى بتخرجه من كلية العلوم السياسية بجامعة الموصل. لم تكن رحلة سلطان سهلة، فخسارته لمعظم أفراد عائلته في مجزرة سنجار عام 2014، تركت ندوبًا عميقة في روحه، لكنه رفض أن تنكسر إرادته، فحمل على عاتقه مسؤولية عائلته وواصل رحلة النجاة.
يقول سلطان: "عندما دخلت داعش إلى سنجار، اختطفوا جميع أفراد عائلتي، وقتلوا الكثير منهم. فقدت 50 شخصًا من أقربائي، من بينهم إخوة وأعمام، لأننا لم نملك سيارات لنفر بها. لم نكن نملك سوى أن نركض على أقدامنا ونبحث عن ملجأ."
اضطر سلطان وعائلته إلى البقاء في جبل سنجار لمدة 10 أيام قبل أن يقرروا الهرب نحو سوريا، "كنا عائلة كبيرة، عشنا معاً في ضيقة وخطر".
بعد نفاذ أموالهم، وجد سلطان نفسه مسؤولاً عن عائلته التي خسرت كل رجالها، "أصبحت الرجل الوحيد في عائلتي، وكنت مجبراً على العمل، وخُطِّط لسفر بعض أفراد عائلتي للتعليم والعلاج في أوروبا."
"لقد كانت رحلة طويلة وشاقة، لكني واصلت الكفاح"
ويمضي سلطان: "لم يكن لديّ خيار سوى أن أستمر في الحياة، وكنت مصمماً على أن أكمل تعليمي. على الرغم من كل الصعوبات، لم أتنازل عن حلمي بالحصول على شهادة في العلوم السياسية".
ففي خضم المعاناة، لم ينسَ سلطان هدفه وواصل دراسته، "لقد كانت رحلة طويلة وشاقة، لكني واصلت الكفاح".
اليوم، يقف سلطان على ركام مزرعته المهجورة، يتباهى بتخرجه من جامعة الموصل، "أريد أن أعيد بناء حياتي، وأريد أن أساعد الآخرين على التغلب على الصعوبات التي واجهوها."
ويؤكد سلطان: "سأستمر في العمل على تحقيق أحلامي، وأريد أن أصبح صوتًا للضعفاء والمهمشين، لأنني أعلم ما يعنيه أن تفقد كل شيء."