منذ 10 أشهر
تناول تقرير لموقع، ميركاتور، الأوروبي المعاناة التي ما يزال الايزيديون يعانون منها بعد ما يقارب من عقد من الزمن من جريمة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش عام 2014 مشيرا الى عدد قليل فقط من الدول من أقر بهذه الجريمة في وقت تم فيه الكشف عن 60 قبرا جماعيا لضحاياهم وما يزال هناك 20 قبراً بانتظار التحقق منها، مطالبين بضرورة الاعتراف الدولي بهذه الجريمة التي تسببت بمقتل وتشريد واختطاف الآلاف منهم.
وكانت مراسيم تشييع رسمية قد جرت في بغداد الشهر الماضي لـ 41 ضحية من الايزيديين عثر عليها في مقابر جماعية في قرية حردان وكوجو وكيني بمنطقة سنجار وذلك بعد تحديد هوياتهم وتم نقلهم فيما بعد الى سنجار لدفنهم هناك عند مقبرة النصب التذكاري لجريمة الإبادة الجماعية التي اقيمت في قرية صولاغ في سنجار حيث تشير التقارير الى انه لحد الان تم نبش ما يقارب من 60 قبرا جماعيا لغرض التعرف على هويات الضحايا وانه ما يزال هناك 20 قبرا جماعيا آخر بانتظار التحقق منها.
ويذكر التقرير انه منذ جريمة الإبادة الجماعية التي حدثت عام 2014 واستقطبت اهتماما اعلاميا دوليا فإنه لم يعد لها الان أي ذكر وأصبحت من الأمور المنسية حيث ما يزال الايزيديون يعانون من مصاعب كثيرة وانهم بمواجهة تحديين اثنين، الأول هو سعيهم للحصول على اعتراف دولي بجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش بحقهم عام 2014 وكذلك مواصلة الإجراءات القانونية بحق المتورطين من مسلحي داعش بهذه الجرائم واحالتهم للمحاكم ومحاولاتهم لاعادة اعمار منطقتهم السكنية سنجار.
وكان تنظيم داعش قد شن في آب 2014 حملة إبادة جماعية بحق الايزيديين عندما اجتاح منطقتهم سنجار واشتملت الجرائم على قتل جماعي وسبي للنساء واستعبادهن جنسيا، حيث تم قتل الرجال والنساء كبار السن في حين تم زج الأطفال المختطفين في صفوف مسلحي داعش وفتح معسكرات تدريب لهم مع بيع النساء في سوق الرقيق بين مسلحيهم للاستعباد الجنسي.
واستنادا لمنظمة يازدا للدفاع عن حقوق الايزيديين فان جريمة الإبادة الجماعية اسفرت عن مقتل 1,268 ألف ايزيدي وخلفت ما يقارب من 2,763 يتيم واختطاف 6 آلاف و417 أمراة وفتاة لاستعباد الجنسي وتم تهجير ما يقارب من 400 ألف شخص آخر واجبارهم للعيش في مخيمات داخل العراق وسوريا.
في كتابه الموسوم، معركة من اجل الموصل، قال الناشط الغربي ديفد يوبانكس انه على الرغم من معايشتهم لهذه المجزرة وما مر بهم من مصاعب اثناء الهروب الى سفح جبل سنجار وتلقيهم مساعدات دولية من التحالف الدولي فان الايزيديين ما يزالون يواجهون تحديات ومعاناة على الرغم من مرور عشر سنوات على المجزرة.
وأشار الى انه في العام 2022 وبمساعدة من مقاتلي القوات الديمقراطية السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة تمت مداهمة مخيم لأتباع داعش في سوريا وتحرير فتاتين ايزيديتين كانتا قد تم اقتيادهما من سنجار كسبايا قبل عدة سنوات، ومرة أخرى خلال شهر شباط الحالي وبمساعدة من نفس القوات داخل سوريا تم تحرير ايزيدية أخرى كانت أسيرة لدى داعش على مدى عشر سنوات تقريبا وذلك منذ اختطافها وهي بعمر 14 عاما خلال اجتياح داعش لسنجار عام 2014.
وأشار التقرير الى ان محكمة ألمانية أصدرت حكماً عام 2023 بإدانة احد رعاياها من عصابات داعش من النساء وتدعى جينيفر بمشاركتها بوفاة طفلة ايزيدية بعمر 5 سنوات وكانت الطفلة أسيرة عندها وزوجها من مسلحي داعش وصدر حكم اولي بسجنها عشرة أعوام وقد تواجه الان حكما بالسجن مدى الحياة استنادا الى إفادات لدى المدعي العام بانها شاركت زوجها بتقييد الطفلة في ساحة المنزل التي توفيت بسبب العطش.
ويذكر التقرير انه في آب 2023 التحقت المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي باقرارها رسميا بأن جريمة تنظيم داعش بحق الايزيديين في عام 2014 هي جريمة إبادة جماعية، ووفقا لهذا الإقرار فإن الايزيديين اصبحوا يصنفون بانهم ضحايا جريمة إبادة جماعية حيث تعرض نفس تعدادهم تقريبا للإبادة والتهجير والاسر.
ويذكر التقرير ان جهود إعادة الاعمار في سنجار تجري ببطء مع غياب خدمات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والامن حيث تتواجد في المنطقة فصائل مسلحة تزيد من تعقيد الأمور ويشكل ذلك عائقا امام كثير من نازحين ايزيديين يرغبون بالعودة.
ترجمة: مؤسسة المدى