منذ سنة
جيا بريس - متابعة
كشف مؤشر رصد حركة النزوح في العراق التابع لمنظمة الهجرة الدولية IOM في تقرير جديد عن عودة أكثر من خمسة آلاف نازح من الايزيديين الى منطقة سكناهم الاصلية في سنجار وعدد أقل كذلك الى منطقة البعاج، عازيا الامر الى التحديات التي يواجهها النازحون في المخيمات من فترات نزوح مزمنة ومشاكل نفسية والرغبة كذلك بإعادة لم الشمل مع أقاربهم وأصدقائهم.
وكان مؤشر المنظمة الدولية للهجرة لرصد حركة النازحين في العراق، وبسبب ملاحظته خلال الأشهر القليلة الماضية زيادة في تدفق نازحين عائدين لمناطقهم الاصلية في سنجار ومنطقة البعاج، قد اجرى مسحا ميدانيا لموجات العائدين على مدى ستة أشهر للفترة من 1 نيسان 2023 الى 10 تشرين الأول الحالي وذلك للوقوف على أسباب العودة والدوافع الرئيسية لها، ورصد خلال هذه الفترة عودة 5,490 آلاف نازح 72% منهم الى سنجار والنسبة الباقية 28% الى منطقة البعاج. وذكرت المنظمة في تقريرها ان تسعة من كل عشرة عائدين هم ايزيديون أما النسبة القليلة الباقية فهم نازحون عائدون من طوائف أخرى بينهم مسلمون عرب من سنة وشيعة وكذلك أكراد. وكان 1,196 من هؤلاء العائدين قد وصل سنجار منذ نهاية شهر أيلول، وذكر المؤشر بان التناقص القليل الحاصل في حجم العائدين في شهر أيلول قد يرجع لسبب بدء السنة الدراسية الجديدة.
ورصدت المنظمة منذ بداية المسح الذي أجرته مطلع شهر نيسان عودة 218 نازحا ليصل عدد العائدين خلال شهر أيار الى 436 شخصا ليزداد هذا العدد من النازحين الى مناطقهم في سنجار خلال شهر حزيران الى 3 آلاف واربعمائة واثنان وخمسون شخصا وتصاعد اكثر خلال شهر آب ليصل الى 4 آلاف وخمسمائة وخمسة وعشرون ووصل عددهم في شهر أيلول الى خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون ليصل عددهم عند نهاية إجراء المسح في تاريخ 10 تشرين الأول الحالي الى 5 آلاف واربعمائة وتسعون شخصا، وتقول المنظمة انها كانت في كل أسبوعين تقوم بإحصائية وجمع معلومات عن عدد العائدين وذلك على مدى ستة اشهر وبالتنسيق مع جهات رسمية والشرطة المحلية كذلك.
وتذكر المنظمة الدولية للهجرة في تقريرها ان ثلثي اعداد النازحين العائدين من الايزيديين كانت وجهتهم منطقة سنجار، في حين كان ثلث واحد منهم وجهته الى منطقة البعاج. وتمركز العائدون الذين وصلوا الى سنجار في منطقتي حي مركز سنجار وحي الشمال السكني وكان عددهم بحدود 4 آلاف شخص، اما العائدون الى البعاج فقد تمركزوا في حي القحطانية في المنطقة وكان عددهم بحدود ألف وخمسمائة شخص.
ويشير التقرير الى ان من بين هؤلاء الـ5 آلاف و 490 نازحا، فان 78% منهم قد رجع الى المكان الذي اعتاد ان يسكن فيه قبل ازمة هجوم داعش والحرب التي شنت عليه لطرده من البلاد والتي امتدت من عام 2014 الى 2017 والتي اجبرتهم على النزوح من مساكنهم والهروب الى مناطق آمنة استقر بهم الحال في مخيمات النزوح وبهذا اصبحوا الان من العائدين. وهناك 22% من هذا الرقم هم اشخاص نازحون داخليا انتقلوا للسكن في مواقع أخرى.
وتحققت المنظمة الدولية للهجرة خلال استطلاعها لآراء العائدين من النازحين من الدوافع التي تقف وراء قرارهم بالعودة لمناطق سكناهم الاصلية وترك مخيمات النزوح. وتبين لها بان هناك أسبابا سلطت عليها الضوء والتي تتراوح ما بين توترات واخبار مضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من انه قد تكون هناك هجمات مسلحة ضد الايزيديين المقيمين في المخيمات وكذلك هناك أسباب أخرى متعلقة بضغوط اجتماعية ونفسية وخدمية ورغبة شديدة عندهم بالعودة لمنطقتهم.
وخلصت المنظمة الدولية في بحثها الى انه هناك ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء قرارهم بمغادرة مخيمات النزوح والعودة لمناطقهم وهي أولا، تأثير خطاب الكراهية الذي يستهدف المجتمع الايزيدي، وثانيا التحديات المرتبطة بتبعات النزوح المزمن، وثالثا وجود رغبة بإعادة لم الشمل مع أقاربهم واصدقائهم في مناطقهم وقراهم في سنجار.
وتقول المنظمة ان 79% منهم غادروا من مخيمات في منطقتي سوميل و زاخو، اما الجزء الأصغر فقد غادروا من مخيمات في منطقة الشيخان ومن مواقع مخيمات في محافظة نينوى.
يذكر انه على الرغم من مرور 9 أعوام على اجتياحها من قبل تنظيم داعش ما تزال منطقة سنجار تعاني من سوء خدمات وعدم البدء باعادة الإعمار وتفتقر الى الامن والاستقرار حيث ان كثيرا من البيوت متضررة او محطمة، بينما ما تزال مصائر عدد كبير من المختطفين الايزيديين مجهولة إلى الآن.
وكان قضاء سنجار قد شهد الأسبوع الماضي افتتاح نصب تذكاري يخلد المأساة الايزيدية التي نجمت عن جرائم الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش الإرهابي في آب 2014 . وجاءت فكرة إقامة النصب بمبادرة من الناشطة الايزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد، وذلك بدعم مقدم من المنظمة الدولية للهجرة في العراق والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وذلك لتوثيق جريمة الإبادة الجماعية بحق الايزيديين.
ترجمة: مؤسسة المدى