تقرير دولي: الأطفال الأيزيديون ذوو الإعاقة يواجهون التنمر والوحدة بعد تسع سنوات من الإبادة الجماعية



تقارير | 995
منذ سنة

جيا بريس - متابعة

 

تناول تقرير لمنظمة، انقذوا الأطفال Save the Children، الدولية معاناة اطفال ايزيديين وخصوصا ذوي الإعاقة منهم من قلة خدمات ورعاية صحية وذلك بعد مرور تسع سنوات على حرب الإبادة التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش وما سبب ذلك من امراض وصدمات نفسية لهم ما تزال تعيش معهم لحد الان، مبينا انه مع وجود مراكز صحية ومستشفيات عامة فإنها تخلو من أخصائيين لعلاج امراض نفسية فضلا عن قلة الادوية مما يضطر عوائل للجوء الى صيدليات خاصة لا تستطيع اغلبها تسديد كلف ما تحتاجه من ادوية.

 

وجاء في التقرير الذي نشر تحت عنوان " تعافي أطفال ايزيديين لما بعد حرب الابادة لعام 2014" ان لقاءات ومناقشات اجريت مع من يقومون برعاية هؤلاء الأطفال المعاقين من افراد عوائل قد أظهرت بان الحصول على رعاية صحية هو شيء غير موجود على نحو كبير، مع ندرة وجود عيادات محلية ومراكز صحية يمكن الوصول لها. وفي الوقت الذي توجد فيه مراكز صحية ومستشفيات عامة فانها مجرد تقدم رعاية أساسية وتفتقر الى اخصائيين معنيين باحتياجات معينة لأطفال ذوي اعاقات. وكذلك فان المراكز الصحية والمستشفيات العامة تفتقر الى العلاجات والأدوية الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة مما يدفع عوائلهم غلى الاعتماد على صيدليات خاصة للحصول على ادوية والتي تبقى غير متاحة لكثير منهم بسبب غلاء ثمنها.

 

وتشير الدراسة الى انه على الرغم من توفر رعاية خاصة في مستشفيات تقع في الموصل ودهوك واربيل فان تكاليفها تكون فوق قدرة كثير من العوائل وصعوبة السفر من سنجار الى هناك خصوصا في حالات تتطلب رعاية مستمرة مثل جلسات علاج نفسي او بدني بين فترة وأخرى بالنسبة لأطفال يعانون من عوق بدني. وقسم من الحالات التي تتطلب تدخل جراحي فان العمليات تكون مكلفة وفي بعض الأحيان ينصح بالسفر خارج البلاد لتلقي العلاج وهذا ما لا تستطيع معظم العوائل ان تفعله.

 

طفلة من مدينة سنجار عمرها 13 عاما تعاني من قصر نظر تحتاج الى عملية ولكن والدها لا يستطيع تغطية تكلفة العملية تقول "رسمت صورة تعبر عن معاناتي، فعندما ذهبنا الى طبيب في الموصل قال اني بحاجة لعملية ولكن والدي ليس لديه مال كافي يغطي تكلفة العملية. فقد رسمت صورة طبيب لانني احلم ان أكون طبيبة عندما اكبر".

 

امرأة ترعى طفل ذو إعاقة يعيشون في وسط سنجار تقول "جميع حياتنا قضيناها في حروب وتهجير ولم نر في حياتنا أي شيء اصعب من الذي عايشناه وقت هجوم داعش. لقد قتلوا رجال وأطفال واسروا نساء وفتيات واغتصبوهم واستعبدوهم جنسيا. آلاف من النساء والفتيات ما زلن تحت اسر داعش، وان منظمات دولية ومنظمات إنسانية لم يسألوا عن حالهم".

 

من جانب آخر يقول شخص آخر من سنجار يرعى طفل من افراد عائلته يعاني من عوق "حياتنا صعبة هنا في الجبل، خدمات غير متوفرة والظروف البيئية صعبة. العيش في مخيمات غير مناسب اثناء الشتاء عندما يكون الجو باردا جدا وكذلك في الصيف عندما يكون الجو حارا جدا".

 

مع ذلك فبالنسبة للذين رجعوا الى سنجار قادمين من المخيمات فانهم يشعرون بان ظروف معيشتهم خلال فترة النزوح، رغم تحدياتها، فانها افضل نسبيا حيث يتلقون مساعدات من منظمات إنسانية كانت متواجدة في المخيمات وحتى ان هناك رعاية من قبل هذه المنظمات للأطفال ذوي الإعاقة. وتشير تلك العوائل الى انها لم تتلق أية تعويضات حكومية حال رجوعها وان الخدمات العامة من سيئ الى اسوأ ولا تتوفر فرص عمل يمكن من خلالها توفير مصدر عيش مستقر.

 

قسم من العوائل فقدت معيلها الرئيسي وبقيت دون مصدر مالي، وبقيت هذه العوائل معتمدة على ما تحصل عليه من مساعدات من أقارب وافراد عوائل من اللذين هاجروا خارج البلد، وكشفت الدراسة عن ان كثيرا من افراد هذه العوائل تحاول البحث على اعمال بأجر يومي لتغطية نفقات معيشتها.

 

تقول امرأة تعيش وسط سنجار ترعى طفلا ذا إعاقة "ضمن عائلتي هناك خمسة افراد ليس لهم عمل وليست هناك فرص عمل، زوجي تم ايداعه السجن منذ بداية الاحداث ولم نعرف عنه أي شيء. في المخيم كنا نحصل على رعاية من منظمات دولية واولادي يتمنون الرجوع الى هناك".

 

وأشار التقرير الى ان التحديات التي تقف دون الحصول على احتياجات أساسية خصوصا لذوي الإعاقة تشكل مصدر كآبة لهم وكذلك للمعتنين بهم، وهذا ما يجبر الأطفال للبحث عن فرص عمل قد تعرقل التحاقهم بالمدرسة.

 

عن موقع ريليف ويب الدولي

ترجمة: مؤسسة المدى