مصير مجهول وأملٌ خيالي



مقالات | 577
منذ سنة

ساهر ميرزا

 

الأمر محسوم، لا محال أن الأقليات الدينية سوف تمحى من الوجود في العراق بعد العديد من المحاولات التي بذلتها منظمات المجتمع المدني والناشطين والأكاديميين لتغيير نظرة الدولة والشعب (الأغلبية) على الأقليات الدينية العراقية لكن ما نراه أن غالبية هذه المحاولات فشلت وخيبت آمال أولئك الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإنجاح هذا الأمر.

 

وأيضاً هنالك خيبة أمل لدى أبناء هذه الفئات من الأقليات العراقية الذين هم من سكنوا المنطقة وبنوا هذه الحضارات القديمة التي تفتخر بها الدولة العراقية وبنفس الوقت تقوم بهدم ما تبقى من الحضارات والمعالم الأثرية والتاريخية والثقافية لتقضي عليهم وعلى وجودهم في البلد، والدليل عدم اعتراف الدولة العراقية بالإبادة الجماعية التي حدثت لأبناء الديانة الأيزيدية في أغسطس من عام ألفين وأربعة عشر ولم تنصف ضحايا تلك المجزرة ولم تعمل على إنقاذ المخطوفين والمخطوفات ولا عملت على البنية التحتية في منطقتهم سنجار ضمن محافظة نينوى ولم تستطع حل ازدواجية الإدارة في قضاء سنجار وأيضاً عدم الاعتراف بالديانات الكاكائية والزرادشتية والبهائيين كديانات وليسوا مسلمي، وهدم الكنائس في بغداد وتهجير أبناء الأقلية المسيحية من مناطق الجنوب والوسط وتكفير الصابئة واتهامهم بعبادة الكواكب والنجوم والكثير من المفاهيم الخاطئة عن جميع الأقليات الدينية من قبل الدولة والشعب (الأغلبية).

 

بعد سقوط النظام السابق أي قبل عشرين عاماً بدأ أتباع الأقليات الدينية بالهجرة إلى خارج العراق، كان عدد المسيحيين في العراق يقدر بنحو مليون ونصف المليون والآن أعدادهم فقط 300 ألف أي 20 في المئة فقط من أبناء الأقلية المسيحية الذين كانوا يعيشون في البلاد قبل الغزو الأمريكي، والأمر نفسه حدث مع اتباع جميع الأقليات الدينية الذين هاجروا ويهاجرون شيئاً فشيئاً ولا سيما أبناء الأقلية الأيزيدية الذين كانت أعدادهم تفوق النصف مليون شخص والآن لم يتبق منهم الكثير بحيث هاجر نحو 200 ألف شخص منهم بعد الإبادة الجماعية التي مروا بها في سنجار ولا زالت هجرتهم مستمرة.

 

بكل تأكيد لم تأت هذه الأمور من الفراغ ولا أحد يرغب بترك وطنه أن كان يحصل على حقوقه واحترام الآخرين له ويحس بالأمن والأمان ويمارس حياته الاجتماعية والدينية بكل حرية دون أي تقييد وممارسة شعائرهم وطقوسهم دون أي تدخل من الآخرين لكن للأسف ولسوء تعامل الدولة والشعب مع هؤلاء الناس تركوا أوطانهم وأملاكهم مهاجرين نحو دول تحميهم وتحمي حقوقهم وتحترم كرامة الإنسان.