منذ 3 أشهر
امين هبابي
قبل أن تقرأ السطور أدناه، يجب أن تتحرر من انفعالاتك السلبية وأن تكون هادئًا ومتوازنًا. ما كتبته هو رسالة لتصحيح مسار منحرف ليس إلا:
يبدو أن داعش نجح في هدفه، فمن لم تقع بيده من فتيات مجتمعنا أصبحن اليوم سبايا غزو جديد في عقر دارنا. أغلبية فتيات ونساء مجتمعنا يلجأن إلى استعراض أجسادهن للبيع في أسواق النخاسة على تيك توك وإنستغرام وسناب شات وغيرها.
امتلأت تلك التطبيقات والبرامج بصور ومقاطع رومانسية ورقص لفتياتنا، حيث أخذن دور راقصات قناة غنوة. أما المتزوجون الجدد، فيتظاهرون بأنهم ملائكة ومتوافقون مع بعضهم، غير أن حياتهم الواقعية مليئة بالخيانة والغيرة والشك والتعنيف.
هناك الآن مئات الحسابات والصفحات التي تأخذ الرواتب على حساب كرامتهم وخصوصياتهم على البرامج المذكورة أعلاه، بدءًا من المصورين والفنانين وصالونات التجميل وأصحاب المكاتب والحسابات العامة. فما الداعي إذن أن ننشر حفلاتنا وخصوصياتنا للعالم بهذا الشكل؟
ظاهرة ارتداء الملابس الضيقة أكثر إثارة من التعري نفسه، فالملابس الضيقة تعكس الإثارة الجنسية لأنها تبرز الألق النسائي، مدغدغة بذلك الرغبة الجنسية في اللاوعي، مما يؤدي بالمرأة إلى البداية الحيوانية، وينتج عن ذلك العقم أو ظهور أطفال معتلي الصحة (لازاريف، تشخيص الكارما). إن أي نوع من الملابس بالنسبة إلى المرأة سيكون جميلاً إذا ما أظهرت أنوثتها وحافظت على حشمتها وحوّلت الإثارة إلى حب.
ربما تسأل: "أتريدنا أن نكون مثل المحمديين؟" كلا، أنا لست مع التطرف الإسلامي ولا مع الانحطاط الغربي. إن انتصار نوع التفكير الذكوري الشرقي يمكن أن يؤدي إلى هلاك البشر والكوكب، وكذلك الحال إذا ساد نمط التفكير الغربي.
والأمر الأكثر خطورة من كل ذلك هو انتشار ظاهرة الدعارة بشكل رهيب في جميع مناطقنا، والخروج من الدين بالجملة في أوروبا. في كل المجتمعات، عندما تقرر فتاة ما العمل بالدعارة، لا تتدخل في الدين والمجتمع والطقوس، بينما في مجتمعنا، الفتاة تشتغل بالدعارة وتأتي إلى لالش والجمايات وتلبس خيط الباتزمي.
كل ذلك يدل على انحطاط المجتمع ومرضه، بسبب التربية غير الصحيحة للمرأة. فـ "المرأة التي تربت بشكل غير صحيح، تنجب أطفالاً منحرفين، ومجتمعًا مريضًا آخذاً بالانقراض" (لازاريف، تشخيص الكارما).
هذا ليس تقدمًا أو تطورًا. التطور الحقيقي هو امتلاك رؤية صحيحة للعالم والناس وتراكم الحب في الروح. لذلك، من الواجب إيلاء الكثير من الاهتمام للتربية الدينية والأخلاقية المتعلقة بالنساء إذا ما أراد المجتمع النهوض والتعافي من مرضه.